0
الأنبياء قمة مظاهر القدوة:
تعني القدوة في المنظور الإسلامي طاعة الله في كل حركة وكلمة من خلال تأدية التكاليف الشرعية عن شوق وحب كما كان يؤديها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
ويرى بعض الباحثين أن القدوة وفق المنظور الإسلامي تتخطى مرحلة التعليم إلى مرحلة التربية والتدريب العملي،وبذلك تكون القدوة ابعد من مجرد الانتماء النظري.
وتبعاً لهذه المرئيات فإن القدوة يمكن أن تتعهد بالتربية لتتحقق من ورائها الآمال المرجوة،وتتجسد من خلالها القيم والمبادئ والمثل المطلوبة للشخصية الإسلامية.
وتجدر الإشارة إلى أن القدوة تتطلب عادة أكثر من مجرد المحاكاة والتقليد.
إذ إنها تعتبر نموذجاً يوجه سلوك الفرد وتصرفاته ويضبط مداخله ومخارجه.
وقد بين"أبو الحسن الندوي"أن القدوة في المنظور الإسلامي هي بمثابة نموذج مثالي واقعي يجمع بين الإيمان والاعتقاد وبين الوعي والرشد والنضج.
ويقوم على الحب والطاعة والوضوح يقتدي به الفرد أو الجماعة قولاً وعملاً.
ويمثل الاقتداء بالأنبياء قمة مظاهر القدوة ومضامينها إلى درجة تصل إلى حد الوجوب الملزم المستوجب لكمال الإيمان،وذلك تحقيقاً لقول الله تعالى في كتابة الكريم:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً}.
وكما قال تعالى:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
ويرى البعض أنه على الرغم من وجود اتجاهات قوية تؤكد أن الإنسان يرث ميلاً فطرياً إلي محاكاة أفعال غيرة من الناس وحركاتهم بطريقة مقصوده أو غير مقصوده فإن المحاكاة تعتبر من وجهة النظر العملية دافعاً مكتسباً يتعلمه الإنسان لأنه يرى إن من صالحة إن يتعلمه.
ذلك أن هذا الدافع الاجتماعي يقوم على عجز الإنسان وقلة حيلته وإلى حاجته في سنواته الأولى من حياته إلى من يرعاه.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى