0
الطائف / أروى السبيعي:

 انطلقت مساء الخميس فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان سوق عكاظ الذي يقام بنواحي مدينة الطائف بحضور جماهيري واسع ضمّ دبلوماسيين وسياسيين وأدباء وفنانين وحرفيين تقليديين.

واحتضنت الخيمة الكبرى بالسوق حفل الافتتاح الذي دشّنه أمير مكة مشعل بن عبد الله بإعطاء الضوء الأخضر لبداية الاحتفالية التراثية بسوق عكاظ التي أرادها المنظمون إعادة إحياء ذكرى المكان واسترجاع بهائه ومجده الحضاري والاقتصادي والأدبي، وتجسير العبور إلى الماضي العربي المشرق، وتجديد صلات الوصل مع المظاهر الأدبية والجمالية لسوق عكاظ الذي يجسّد جزءا لا يتجزأ من هويّة عربية عريقة.

وشهد الحفل تدشين ورش متعلقة بالسوق العريق، ووضع الحجر الأساس لخيمتيْ وزارة التعليم العالي والقرية العربية، وتأسيس طريق سوق عكاظ رغبة من القائمين على المهرجان ومحتضنيه في تطور آفاقه المستقبلية ورفع درجة تطوره باطراد.

جوائز وتكريمات
وتعتبر فقرة توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقات سوق عكاظ من أهم فعاليات ليلة الافتتاح، حيث كرّم الأمير مشعل المستحقين عقب التعرف عليهم من خلال شريط مصور.
وفاز بجائزة شاعر عكاظ وقيمتها ثلاثمائة ألف ريال فضلا عن بردة شاعر عكاظ التونسي محمد المنصف مختار الوهيبي، في حين حصد جائزة شاعر شباب عكاظ وقيمتها مائة ألف ريال الشاعر السعودي علي بن واصل علي الدندن.
وبخصوص جائزة لوحة وقصيدة، فقد فاز بها ثلاثة مبدعين هم يوسف عبد القادر وإبراهيم محمد سعد الخبتي وصادق غالب يماني، في حين فاز محمد بن حسين البيروتي بجائزة الإبداع والتميز العلمي.
ونال المركز الأول في جائزة الخط العربي السوري عبد الرزاق محمد المحمود، وتقاسم المغربي مصطفى فلوح والسوري مهند جابر السباعي المركز الثاني مناصفة، أما المركز الثالث فعاد مناصفة لكل من السوري عبد الناصر مصطفى مشعان والسعودي عبيد فهيد النفيعي، بينما حجبت جائزة التصوير الضوئي.
وتم تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التي ساهمت في إنجاح مشروع السوق. وأكد الأمين العام لسوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري أن هذه الدورة متميزة بكل المقاييس سواء من خلال فعالياتها التي تتوسع دورة بعد أخرى أو من خلال المساحة المخصصة للسوق، وقال إن الدورة الحالية تسعى إلى رفد البرنامج الثقافي بالتنوع المطلوب للسوق وبضيوف من كل أقطار العالم العربي، في سعي لجعله محفلا عربيا بامتياز.
مسرحية تراثية
وكان جمهور سوق عكاظ، بعد فقرة توزيع الجوائز، على موعد مع عرض مسرحي تحت عنوان 'مسرحية عمرو بن كلثوم' سيرا على نهج السوق في تقديم عرض مسرحي حول شخصية شعرية تراثية من الشخصيات التي عبرت السوق وكانت من رواده.
وكتب نص هذا العرض رجا العتيبي، وأخرجه فطيس بقنا، وقام ببطولته ياسر المصري، ووضع موسيقاه خالد العليان.
والمسرحيّة متعددة الأسناد، حيث تمت الاستعانة بالسينوغرافيا الضوئية والتعدد المشهدي والوصلات الاستعراضية، فضلا عن التخلل التجريبي الذي شمل العرض من خلال الجدال الذي يقوم بين مخرج وناقد مسرحي حول جدوى الاختيارات والتقنيات والموضوعات.
ويتميز البرنامج العام لسوق عكاظ في دورته الثامنة بتعدد فعالياته الثقافية والحرفية والورشية والفلكلورية والتجارية التي ستمتد من 15 إلى 24 يناير/كانون الثاني الجاري. وتتوزع الأنشطة المبرمجة بين الندوات والأمسيات الشعرية والعروض الفلكلورية.

ويشكل السوق فرصة سياحية وثقافية في آن واحد، حيث يتعرف الزائر على خصوصيات ثقافة المكان، ويعيش معه لحظة تأمل يلتئم فيها مع تاريخ مكونات هويته الثقافية العريقة، ويتشبع الجيل الجديد من الشباب بالقيم الأصيلة للحضارة العربية. 

  في سوق عكاظ رسالة تاريخية مهمة

صورة للرسالة التاريخية
عرض المتحف التراثي "أصالة الماضي" لمرتادي سوق عكاظ رسالة تاريخية يرجع أصلها لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم
وأوضح المشرف على المتحف التراثي سالم بن مرعي القحطاني أن هناك صور قديمة ومخطوطات مختلفة الأحجام يحتضنها المتحف إلى جانب قطعة من الستارة الداخلية للكعبة وخريطة مكة المكرمة على جلد طبيعي يعود تاريخها إلى عصور ماضية والدرع الإسلامي الذي كان يستخدم في الحروب في زمن الدولة الفارسية .والذي تأتي مشاركته لأول مرة في نسخة السوق الثامنة لهذا العام كثروة تاريخية للوطن العربي إلى جانب عرض عدد من المخطوطات والوثائق في عصور ماضية ومن ضمنها المصحف المخطوط على ورق البردي والمؤرخ في 25/3/1344هـ ومقاس ورقه 110X70 سم .
وأشار القحطاني إلى أنه خصص جزء من المتحف لعرض حطب "الأرطا" الطبيعي الذي يعتبر أجود أنواع الحطب والذي صمم منه أشكال الحيوانات وجهاز صوتي قديم "باكم" يرجع عمره لأكثر من 120 عاماً إلى جانب عرض المتحف للنقود السعودية الورقية القديمة والهاتف والآلة الكاتبة والحلي والملابس النسائية التي تستخدمها "العروس الحجازية" قديماً والشملة الحجازية والهودج الذي يستخدم على ظهور الإبل في السفر والتنقل قديماً .
وقال القحطاني "إن المتحف حوى أيضاً "القعادة" وهي بمثابة السرير أو الأريكة التي تستخدم للجلوس في بعض قرى جنوب المملكة قديماً وأدوات الضيافة العربية والزراعة كالمحراث والدلو إلى جانب الرحى وباب أثري قديم يرجع عهده للقرن الـ 12 الهجري ".
 

 نماذج رائدة لمشاركات الأسر المنتجة في سوق عكاظ 

 حرفي في السوق
 رسخ سوق عكاظ في نسخته الثامنة لهذا العام مفهوم العمل الحر من خلال احتضان مشاريع الأسر المنتجة وتقديم إنتاجهم أمام زوار السوق، بإشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث ضمت جادة السوق سلسلة من المعارض والأجنحة تجسد مشاركات هذه الشريحة والحرف اليدوية التي يمارسونها ، إيماناً من القائمين على السوق بأن الحرف مشروع اقتصادي يوفر فرص عمل جيدة لفئات المجتمع ما ينتج عنه زيادة الدخل من ناحية وإبراز الهوية التراثية المحلية من ناحية أخرى .
وتحاكي هذه المنتجات الحرفية العادات السعودية وحضاراتها العناية بالحرفيين مع الإسهام في رفع وفتح موارد اقتصادية لتلك الأسر، حيث ينثر عكاظ ثقافة الوطن من خلالها والترويج لمنتجاتها التي تعد حراكاً اقتصادياَ ، كما يفتح السوق من خلال مشاركات هذه الأسر منفذ جديد لها لتحاكي منتجاتها وقائع وفعاليات السوق الذي يعيش نسخته الثامنة لهذا العام .
ونجح سوق عكاظ خلال الدورات السبع الماضية في تأصيل المفهوم الحرفي المحاكي للتراث السعودي، ويرتبط هذا النجاح بشكل كبير بالأنشطة التي يقدمها للأسر، وذلك من خلال توافد الزوار مما يسهم في حراك اقتصادي لهذه الشريحة التي تستثمر مجهودها الشخصي المتمثل في حرفهم الأصيلة التي يكسبون من خلالها مصادر عيشهم .
وحول مشاركات الأسر في عكاظ أوضحت عويبدة حميد حول مشاركتها أنها أمضت ما يقارب الـ 35 عاماً في أعمال الخرز والسدو، بالإضافة إلى تدريبها لطالبات المدارس والجامعات حول مختلف أعمال التطريز وإنتاج بعض المشغولات النسائية البسيطة وحياكة الملابس القديمة المستخدمة في الماضي، إلى جانب إنتاج القلائد وعقود الزينة و"الخرز اللولي"وبعض الهدايا التذكارية التي يحرص مرتادي السوق على اقتنائها.
وأشادت المدربة في مجال إعداد الهدايا والمشاركة بإنتاجها الحرفي في السوق رحمة فلاتة بما قدمه مسؤولي السوق من تسهيلات أبرزت إنتاجها ودعم هوايتها المتمثلة في إعداد الهدايا والسدو وتصميم المجسمات المختلفة الأحجام والدروع وأعمال الخسف وصناعة المنتجات الحرفية الأخرى التي لها طابع ابتكاري . 


لقطات من مشاركات الأسر المنتجة 




اطفال يسطرون عبارات الوفاء لخادم الحرمين الشريفين 
اطفال يكتبون عباراتهم
 سطر مجموعة من الأطفال عبارات الحب والوفاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- وذلك على جدارية سوق عكاظ، التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق ضمن رعايته أمس الأول إطلاق فعاليات السوق في دورته الثامنة .
وتحمل هذه الجدارية البالغ طولها 100 متر مشاعر أهالي المنطقة وأبناء محافظة الطائف وزوار سوق عكاظ ودعائهم بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين .

ووضعت الجدارية بشكل بارز في السوق بالقرب من جادة عكاظ حتى يستطيع جميع الزوار المشاركة فيها وكتابة عبارات الحب والوفاء لخادم الحرمين الشريفين .

 


مشاركة مميزة لوزارة الزراعة 

 مشاركة وزارة الزراعة
شهد جناح وزارة الزراعة المشارك في فعاليات سوق عكاظ في نسخته الثامنة لهذا العام إقبالا كبيرا من الزوار، ممثلا في قطاع
وأوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام الزراعي المشرف العام على الجناح بندر بن عبدالرحمن العمري أن مشاركة الوزارة تركزت في عرض المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المملكة مثل التمور والحمضيات والمانجو والعيادة البيطرية المتنقلة .
وأشار إلى تقديم الوزارة للزوار الكتيبات الإرشادية والمجلة الزراعية ، كما يقدم المتخصصون في الشأن الزراعي ما يحتاجه الزوار من معلومات واستفسارات نحو مختلف الأنشطة والخدمات، التي تقدمها الوزارة للمزارعين والمهتمين به .
الأبحاث والتنمية الزراعية وقطاع الثروة السمكية وقطاع الثروة الحيوانية، بالإضافة للإدارة العامة للعلاقات العامة والتعاون الدولي

سمو الأمير عبدالعزيز بن أحمد يطلق مارثون الخيل الأول بسوق عكاظ 

 الامير عبدالعزيز في الحفل
بحضور الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس منظمة الجواد العربي ومعالي محافظ الطائف رئيس اللجنة التنفيذية لسوق
وثمن محافظ الطائف رئيس اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ فهد بن عبدالعزيز بن معمر ،لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد ، هذه البادرة مؤكدا أن الفروسية والخيل على وجه الخصوص ارتبطت بتاريخ سوق عكاظ عبر التاريخ ،إذ كانت ولاتزال رمزاً للفروسية وركيزة هامة في قصائد الشعراء الذين مروا على تاريخ السوق.
وأشار ابن معمر إلى أن الفروسية في سوق عكاظ اكتسبت أهميتها من كونه مضماراً لسباقات الفروسية والبراز، كذلك كانت تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان إضافة إلى سماته الأخرى الأدبية والتجارية وغيرها.
وذكرت منظمة الجواد العربي أن الفعاليات تعيد للأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، إيماناً من المنظمة الجواد العربي بأن الخيل العربية الأصيلة بشكل عام وخيل الجزيرة (سعودية الأصل والمنشأ) على وجه الخصوص تنسجم تماماً مع أهداف السوق, إذ كانت وما زالت مصدر إلهام للشعراء والأدباء المحتفى بهم.
ولفتت المنظمة إلى أنها تهدف من خلال الفعاليتين إلى إعطاء الفرصة لمربي وملاك ومحبي الخيل العربية الأصيلة للمساهمة في هذه الفعالية الثقافية، وتسليط الضوء على أهمية خيل الجزيرة العربية .
وشارك في المارثون 41 فارسا فيما 49 في مسابقة جمال الخيل العربية سعودية الأصل والمنشأ، وتخلل السباق حضور رواد الكشافة من دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لفقرة فلكلور شعبي قدمتها لجنة الفلكلور بالسوق والتي يرأسها خالد الحارثي .
عكاظ فهد بن عبدالعزيز بن معمر، التي انطلقت اليوم ,على مضمار السوق، بطولة جمال الخيل العربية سعودية الأصل والمنشأ وماراثون الخيل العربية الأصيلة.




فيديو موقع ( زوايا الاخبارية)




إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى