سارة محسن - سي إن إن - زوايا الاخبارية
في مدينة سعودية صغيرة تطل على الخليج العربي ولا يتجاوز تعداد سكانها المائة ألف نسمة، احتشد جمهور مترقّب من الشاباب والشابات والصحفيين والمثقفين بانتظار العرض الأول لفيلم سيشاهدونه في صالة مظلمة على "الشاشة الذهبية" الكبيرة.
وقد يستغرب كثيرون لدى الحديث عن فعالية تخص السينما السعودية، حيث تُحظر دور العرض، وتصدر فتاوى عديدة ضدها. لكن، قد لا يعلم كثيرون أن السعودية تحتضن فعاليات سينمائية طموحة ترمي إلى وضعها على خارطة العالم السينمائية، أبرزها مهرجان أفلام السعودية، الذي افتتح فعاليات دورته الرابعة مساء الاثنين في مدينة الظهران.
ولدى سؤال مدير المهرجان أحمد الملا، عن إمكانية الدمج بين المجتمع السعودي المحافظ وفكرة إطلاق المهرجان السينمائي، يقول: "نحن مجتمع متحرك مثل المجتمعات الأخرى في العالم، ولا يجب الحكم علينا بنظرة نمطية كأننا في لحظة ساكنة."
وهذا أمر أثبتته السينما السعودية خصوصاً خلال السنوات الأخيرة الماضية، في ظل مشاركاتها السينمائية العالمية، من خلال فيلم "وجدة" (2012)، والذي تلته أفلام مثل "بركة يقابل بركة" (2016) الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي العام الماضي، والفيلم القصير "بلال" (2016).
لكن، بعيداً عن تلك الأعمال السينمائية وتوجهاتها العالمية، تنشط في المملكة صناعة الأفلام القصيرة، التي يستقطبها مهرجان أفلام السعودية، والذي يستمر لمدة ستة أيام لعرض 59 فيلماً لمخرجين ومخرجات سعوديات.
لكن ماذا عن الرقابة؟
بعد دورته الأولى، توقف مهرجان أفلام السعودية لست سنوات، بسبب "عدم تقبّل الجانب السينمائي في البلاد،" على حد قول الملّا، لكنه عاود نشاطه بدون انقطاع منذ العام 2015.
ويؤكد الملّا أن الأفلام القصيرة المشاركة أظهرت تقدماً في جودة الإنتاج عاماً بعد عام، مشيراً إلى أن عدد فريق العمل على الفيلم الواحد قفز من شخص أو شخصين إلى فريق يتكون من أكثر من عشرة أشخاص، وانتقل التمويل من كونه تمويلاً فردياً يقع على عاتق المخرج غالباً، ليصبح إنتاجاً مشتركاً، تتشارك في تمويله بعض شركات الإنتاج المحلية الصغيرة.
ويؤكد المّلا أنه لم يُرفض أي من الأفلام لأغراض رقابية، وخصوصاً أن "المخرجين المشاركين يفهمون الإطار الذي يعمل به المهرجان،" على حد تعبيره، ما يجعلهم يقومون بـ "رقابة ذاتية." وتؤيد قوله نورة المولد، وهي طالبة في كلية الإنتاج المرئي والرقمي في جامعة "عفت" في مدينة جدة تشارك في مهرجان هذا العام بفيلمها الوثائقي القصير "باص،" والذي أخرجته بالتعاون مع زميلتها نورة الأمير. وتقول المولد: "لم يسبق أن تم التحكم بفكرة من أفكارنا، لكننا لا نطرح أفكار حساسة أصلاً، إلا إذا كنا نعمل على فيلم خارج إطار الجامعة."
السينما السعودية = "سعوديوود"
وافتتحت جامعة "عفّت" للبنات كلية الإنتاج المرئي والرقمي في العام 2013، لتكون الأولى في المملكة. كما تُدرس فنون السينما في جامعة الأميرة نورة في الرياض. لكن، في بلاد تفتقر للسينما كصناعة حقيقية، تعلو أصوات تتساءل عن مغزى إنشاء كليات تدرّس علوم الفن السابع.
ويرد على تلك التساؤلات رئيس قسم الإنتاجالمرئي والرقمي في جامعة "عفّت" د. محمد غزالة، الذي أكد أن الكلية أُسست نظراً إلى الإقبال الكبير للجمهور السعودي على المحتوى البصري الرقمي، خصوصاً الذي يتم إنتاجه محلياً، مضيفاً أن كمية وجمهور المحتوى الرقمي على موقع "يوتيوب" يستحق لقب هوليوود السعودية، أو "سعوديوود."
وتمثل المخرجات 25 في المائة من صناع الأفلام في المهرجان، واللواتي سيتمكن من حضور عروض الأفلام في القاعات ذاتها مع زملائهن من الذكور، لكن في أقسام مختلفة بما يراعي "خصوصية المجتمع السعودي" على حد تعبير الملّا.
ورغم أن افتتاح صالات سينما في السعودية لا يزال أمراً بعيد المنال، إلا أن الشباب السعودي تواق لسرد الكثير من القصص عبر منصة الشاشة الذهبية، ولا شك في أن جهود الهيئة العامة للترفيه رامية في الاتجاه الداعم لهؤلاء الشباب، وللفعاليات التي ستسمع أصواتهم.
في مدينة سعودية صغيرة تطل على الخليج العربي ولا يتجاوز تعداد سكانها المائة ألف نسمة، احتشد جمهور مترقّب من الشاباب والشابات والصحفيين والمثقفين بانتظار العرض الأول لفيلم سيشاهدونه في صالة مظلمة على "الشاشة الذهبية" الكبيرة.
وقد يستغرب كثيرون لدى الحديث عن فعالية تخص السينما السعودية، حيث تُحظر دور العرض، وتصدر فتاوى عديدة ضدها. لكن، قد لا يعلم كثيرون أن السعودية تحتضن فعاليات سينمائية طموحة ترمي إلى وضعها على خارطة العالم السينمائية، أبرزها مهرجان أفلام السعودية، الذي افتتح فعاليات دورته الرابعة مساء الاثنين في مدينة الظهران.
ولدى سؤال مدير المهرجان أحمد الملا، عن إمكانية الدمج بين المجتمع السعودي المحافظ وفكرة إطلاق المهرجان السينمائي، يقول: "نحن مجتمع متحرك مثل المجتمعات الأخرى في العالم، ولا يجب الحكم علينا بنظرة نمطية كأننا في لحظة ساكنة."
وهذا أمر أثبتته السينما السعودية خصوصاً خلال السنوات الأخيرة الماضية، في ظل مشاركاتها السينمائية العالمية، من خلال فيلم "وجدة" (2012)، والذي تلته أفلام مثل "بركة يقابل بركة" (2016) الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي العام الماضي، والفيلم القصير "بلال" (2016).
لكن، بعيداً عن تلك الأعمال السينمائية وتوجهاتها العالمية، تنشط في المملكة صناعة الأفلام القصيرة، التي يستقطبها مهرجان أفلام السعودية، والذي يستمر لمدة ستة أيام لعرض 59 فيلماً لمخرجين ومخرجات سعوديات.
لكن ماذا عن الرقابة؟
بعد دورته الأولى، توقف مهرجان أفلام السعودية لست سنوات، بسبب "عدم تقبّل الجانب السينمائي في البلاد،" على حد قول الملّا، لكنه عاود نشاطه بدون انقطاع منذ العام 2015.
ويؤكد الملّا أن الأفلام القصيرة المشاركة أظهرت تقدماً في جودة الإنتاج عاماً بعد عام، مشيراً إلى أن عدد فريق العمل على الفيلم الواحد قفز من شخص أو شخصين إلى فريق يتكون من أكثر من عشرة أشخاص، وانتقل التمويل من كونه تمويلاً فردياً يقع على عاتق المخرج غالباً، ليصبح إنتاجاً مشتركاً، تتشارك في تمويله بعض شركات الإنتاج المحلية الصغيرة.
ويؤكد المّلا أنه لم يُرفض أي من الأفلام لأغراض رقابية، وخصوصاً أن "المخرجين المشاركين يفهمون الإطار الذي يعمل به المهرجان،" على حد تعبيره، ما يجعلهم يقومون بـ "رقابة ذاتية." وتؤيد قوله نورة المولد، وهي طالبة في كلية الإنتاج المرئي والرقمي في جامعة "عفت" في مدينة جدة تشارك في مهرجان هذا العام بفيلمها الوثائقي القصير "باص،" والذي أخرجته بالتعاون مع زميلتها نورة الأمير. وتقول المولد: "لم يسبق أن تم التحكم بفكرة من أفكارنا، لكننا لا نطرح أفكار حساسة أصلاً، إلا إذا كنا نعمل على فيلم خارج إطار الجامعة."
السينما السعودية = "سعوديوود"
وافتتحت جامعة "عفّت" للبنات كلية الإنتاج المرئي والرقمي في العام 2013، لتكون الأولى في المملكة. كما تُدرس فنون السينما في جامعة الأميرة نورة في الرياض. لكن، في بلاد تفتقر للسينما كصناعة حقيقية، تعلو أصوات تتساءل عن مغزى إنشاء كليات تدرّس علوم الفن السابع.
ويرد على تلك التساؤلات رئيس قسم الإنتاجالمرئي والرقمي في جامعة "عفّت" د. محمد غزالة، الذي أكد أن الكلية أُسست نظراً إلى الإقبال الكبير للجمهور السعودي على المحتوى البصري الرقمي، خصوصاً الذي يتم إنتاجه محلياً، مضيفاً أن كمية وجمهور المحتوى الرقمي على موقع "يوتيوب" يستحق لقب هوليوود السعودية، أو "سعوديوود."
وتمثل المخرجات 25 في المائة من صناع الأفلام في المهرجان، واللواتي سيتمكن من حضور عروض الأفلام في القاعات ذاتها مع زملائهن من الذكور، لكن في أقسام مختلفة بما يراعي "خصوصية المجتمع السعودي" على حد تعبير الملّا.
ورغم أن افتتاح صالات سينما في السعودية لا يزال أمراً بعيد المنال، إلا أن الشباب السعودي تواق لسرد الكثير من القصص عبر منصة الشاشة الذهبية، ولا شك في أن جهود الهيئة العامة للترفيه رامية في الاتجاه الداعم لهؤلاء الشباب، وللفعاليات التي ستسمع أصواتهم.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم