0
الحق والباطل:


إن المعترك بين الحق والباطل مستمر، ولو اختفى الباطل لما كان هناك حاجة للنهي عن المنكر،فوجود أهل البدع والأهواء والأفكار الهدامه بين أفراد الأمه يؤكد أهمية وجود القدوة الصالحة التي تمثل للناس المنهج الإسلامي، وتردهم إليه كلما انحرفوا عنه أو وجدوا القدوة السيئة التي تزين لهم فعل المنكرات.
قال الله تعالى:
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}
* {إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
* {قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
جَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ بعد ما أنجاهم اللّه من عدوهم فرعون وقومه،وأهلكهم اللّه، وبنو إسرائيل ينظرون.
فَأَتَوْا أي: مروا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ أي: يقيمون عندها ويتبركون بها، ويعبدونها.
فقَالُوا من جهلهم وسفههم لنبيهم موسى بعدما أراهم الله من الآيات ما أراهم يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ أي: اشرع لنا أن نتخذ أصناما آلهة كما اتخذها هؤلاء.
فقَالَ لهم موسى: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ وأي جهل أعظم من جهل من جهل ربه وخالقه وأراد أن يسوي به غيره، ممن لا يملك نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا؟
ولهذا قال لهم موسى إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لأن دعاءهم إياها باطل، وهي باطلة بنفسها،فالعمل باطل وغايته باطلة.قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا أي: أأطلب لكم إلها غير اللّه المألوه، الكامل في ذاته، وصفاته وأفعاله. وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ فيقتضي أن تقابلوا فضله، وتفضيله بالشكر،وذلك بإفراده وحده بالعبادة،والكفر بما يدعي من دونه(تفسير السعدي).
ولذا نقول إن ثواب القدوة الصالحة يؤكد أهميتها، وحاجة كل فرد أن يمثلها حتى يحصل على ما أعده الله تعالى لمن يمثلونها.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى