مكة المكرمة / واس:
قلب خاشع ونبضات حب للخالق ، فما أجمل من أن تقضى اسعد اوقاتك في رحاب البيت العتيق ، وتم تداول صورة لأحد أحد رجال الأمن، وهو يقف بقلب وجل خاشع لله عز وجل،
ملتزماً جدار الكعبة المشرفة، في المكان المسمى ( الملتزم )، يسأل الله
المغفرة والرحمة ، وأن يتم على ضيوف الرحمن أداء نسكهم ، وأن يتقبل منهم
حجهم، وأن يُعينه وزملاءه رجال الأمن في هذه البلاد المباركة على حمل أمانة
وشرف العناية بضيوف الرحمن، وخدمتهم، إلى أن يعودوا إلى ديارهم سالمين
غانمين إن شاء الله، مستشعرين قول الله عز وجل ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ
مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)) و ( الملتزم ) هو مكان الالتزام من الكعبة فيما بين الحَجَر الأسود وباب الكعبة المشرفة، وسُمي بالملتزم لأن الناس يلزمونه ويدعون الله عنده .
وقد وردت الآثار الصحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم أن الملتزم هو تلك المنطقة التي بين الحَجَر الأسود وباب الكعبة . قال ابن عباس : " هذا الملتزم بين الركن و الباب". وعن مجاهد قال : "جئت ابن عباس و هو يتعوذ بين الركن و الباب".
ويُسن وضع الخد وبسط اليد وإلصاق الوجه والصدر في هذا الموضع من البيت، فقد روى رواه أبو داودو من طريقه البيهقي، والدار قطني، والأزرقي، والفاكهي، وابن ماجة، وعبد الرزاق من طريق ابن جريج، والمثنى بن الصباح، وابن التيمي، كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه أنه قال : "طفت مع عبد الله ، فلما جئنا دبر الكعبة، قلت : ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر، وأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا ، وبسطهما بسطًا ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله". وروى أحمد وأبو داود عن عبد الرحمن بن صفوان رضي الله عنه قال : " لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت : لألبسن ثيابي ، وكانت داري على الطريق، فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه ، وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"وإن أحب أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحَجَر الأسود والباب ، فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ، ويدعو ، ويسأل الله تعالى حاجته فعل ذلك ، وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع ، فإن هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره ، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة .
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم