لنبدأ حوارنا هذا بسؤال عن جديدك الفني؟
أغنية "تعباني" هي احدث عمل لدي، وهي أغنية لبنانية، طرحتها في السوق منذ أسبوعين وصورتها سينمائيا وستعرض على كل الشاشات المتلفزة العربية كما يمكن مشاهدتها على قناتي بموقع "اليوتوب".
برأيك لماذا لا نجد في الساحة الفنية العربية أغاني تحمل هما سياسيا، ورسالة واضحة؟
في الحقيقة هذا سؤال متشعب، لكن أريد أن أقول بصفتي فنانة عربية في داخلي "أكثر من مليون عتب على السياسيين فهم سبب يأسنا وهمنا"، والشعوب العربية تتألم كل دقيقة بسببهم. هم يرون بأم أعينهم ما تعانيه الشعوب العربية من ويلات ولا يكترثون، أتعتقد أن من يرون الدماء تسيل بسيوف الحكام ولا يحركون ساكنا سيكون للأغنية تأثر فيهم؟ طبعا لا ، لذلك فالفنان العربي يجب أن يحاول أن يقدم للناس الفن الحقيقي من أجل التخفيف عنهم، ومنحهم بعض الفرح ولو قليلا لنسيان الهموم التي يكابدونها.
طيب ولو سألتك عن عدم وجود الأغاني التي تدعم مطالبة المرأة بالحرية والمساواة الكاملة، وتقدم صورا للمرأة بعيدا عن الصور التقليدية التي نعرفها؟
أعتقد أن المرأة والحرية والمساواة موجودة في وطننا العربي، وبرأي الشخصي والمتواضع، أرى أن المرأة متساوية كالرجل فهي تعمل مثله تماما وربما أكثر، ونجد أن المرأة معيلة لأولادها أو لأهلها وهي عنصر فعال وقوي في المجتمع، كما أن المرأة العربية تبوأت أعلى المراكز والمهن، ولكن تبقى جنسا لطيفا حنونا وحساسا.
أكثر شيء ابغضه في المجتمع العربي هو العنف ضد المرأة، إذ يستفزني كثيرا لأن المرأة رقيقة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها جسديا، وأرى انه يجب أن نركز كثيرا على هذا الموضوع لأن أكثر من 500 ألف امرأة سنويا تقتل بسبب العنف الأسري والاجتماعي. لذلك أنا أشاطرك الرأي في وجوب وجود أغاني تدعم المرأة، وأتمنى أن أتشرف وأكون أول من سيتطرق لهذا الموضوع غنائيا.
حسنا.. كيف يمكن للفنان أن يحقق المعادلة الصعبة بين تقديم إنتاج فني حديث متطور وبين إرضاء ذوق الجمهور العادي الذي يصعب عليه إدراك ما يبتغيه الفنان؟
على الفنان أن يتقن كل أنواع الغناء، وأن ينوع في أغانيه فعبر كل أغنية يغنيها يكون قد وصل لشريحة معينة من الجمهور، وبذلك يبرهن عن قدرته الفنية مع نجومية لامعة يصنعها لنفسه.
السيدة مطر، في القرن العشرين كنا نجد أن العديد من الأثرياء يشجعون الفنون والآداب عكس ما نراه في القرن الجديد. في رأيك لماذا اختفى هذا التشجيع للفنان العربي اليوم؟
الحياة في تطور مستمر ،فمنذ أن انفتحت البلدان على بعضها البعض من خلال المواقع الالكترونية، خف الاهتمام بالفن والأدب بصورة كبيرة. هل لا نزال نرى ولدا يحمل كتابا ويقرأ؟ بالطبع لا فذاك أصبح قليل جدا ونادرا، لأن همه الأوحد أن ينهي فروضه المدرسية ويفتح حاسوبه ويتواصل مع أصحابه أو يلعب لعبة حربية أو قتالية. من كان يشجع قديما الفن والأدب يعتبره الآن مشروعا خاسرا للأسف وفي النهاية نحن من نخسر هذه الفئة من المبدعين و"الذواقين"، لهذا فالتطور الذي عرفنها في القرن الجديد كان عاملا أساسيا في تغييب من يدعم الفنان العربي.
طيب، ألا ترين أن ذالك راجع إلى أن العديد من الفنانين والأدباء كانوا يخاطبون النخبة وليس عامة الناس حينها؟
طبعا لا، برأيك أنت من كان يشتري كتابا ويقرأه أكثر من عشرة مرات؟ أكيد عامة الناس أما النخبة تشتريه وربما تقرأه مرة وتضعه مظهرا في مكتبة القصر أو "الفيلا". يا سيدي العزيز ربما بعض الأدباء قد مدحوا الأمراء والأغنياء في الماضي ولكن لا تنس أن نفس الأدباء قد هجوهم شرّ هجاء، الفنان المبدع هو حالة خاصة وكتلة مشاعر ويميل للشعب أكثر من أصحاب الشأن ولكن الحاجة تجبر الإنسان وليس فقط الفنان، لفعل شيء لا يؤمن به ولكن في النهاية لديه أفواه جائعة تنتظره أخر النهار.
لو نتحدث عن مدرسة الرواد وعن الموسيقى المعاصرة، كيف تجدين هذه المدرسة الآن هل هي تحتضر أم أنها لا زالت قوية وحيوية؟
الموسيقى الكلاسيكية أو المعاصرة، هي من أهم أنواع الموسيقى التي وصلت بشكل كبير للعالم العربي في الآونة الأخيرة، فمن يذكر الموسيقى المعاصرة يتذكر روادها كالهرم نعيمة سميح، عبد الهادي بالخياط، عبد الوهاب الدكالي، عزيزة جلال، المرحوم محمد الحياني وغيرهم فهم أعمدة الأغنية المغربية الخالدة التي كانت ولا تزال ينبض على وترها قلب الجمهور المغربي، كما أن العديد من الفنانين العرب كان لهم نفس الدور وهم معروفون كأم كلثوم وعبد الحليم والكثيرون لا يسعني ذكرهم جميعا.
يظهر أنك متابعة للفن المغربي، فما هو رأيك في الأشكال الموسيقية الموجودة في الساحة الفنية المغربية؟
نعم أنا من أشد المتابعين للفن المغربي بجميع أنواعه، فالمغرب بلد ويزخر بعدد هائل من الأنماط الموسيقية التي تعتبر من أرقى الموسيقى بالعالم كالطرب الغرناطي، الأندلسي، الموسيقى الأمازيغية، الدقة المراكشية، الراي، غناوة، الموسيقى الكلاسيكية التي تغنى بها كبار المطربين العرب، زيادةً على أنواع أخرى تولد يوما بعد يوم في الساحة الفنية المغربية.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم