0
الرياض / سارة الأسمري: 

أكد وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل على أهمية مواجهة سلوكيات الطلبة المتجاوزة لمبادئ والقيم الاجتماعية بصرامة تضمن عدم تكرارها.
ونوه على أن المدارس لم تعد، بعد اليوم، مكانا لمن ينظر لمهمة التعليم على أنها مصدر رزق سهل، ولا يحول بينه وبين نيل راتبه سوى ساعات من الدوام يمضيها كيفما اتفق، منوها على أهمية تعاهد المديرين والمعلمين على هذا الأمر.
كما أكد الفيصل، خلال كلمته التي وجهها اليوم بمناسبة بدء العام الدراسي، على عدم تقبله لتقاعس أي مسؤول في أي مرفق من مرافق الوزارة عن ممارسة دوره أو تقصيره في أداء رسالته.

نص الكلمة : 

الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله..‏
الزملاء الأوفياء.. منسوبي الوزارة ومنسوباتها..‏
أبناءنا الأعزاء.. الطلبة والطالبات..‏
الإخوة الكرام.. أولياء الأمور.. شركاء المسؤولية..‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
في هذا العام الدراسي الأول، الذي أشهد بدايته معكم، وتتعاضد أيادينا معاً ‏لإنجاز مهمتنا الجليلة، أشعر بسعادة تغمرني، وطمأنينة تسكن نفسي، لما أجد ‏فيكم من صدق العزيمة، والتعاون الخلاق، والرغبة الصادقة في العطاء، ‏والحماسة للسباق بالإنجاز، في ميادين التربية والعلم والمعرفة.‏
ومنذ حظيت بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ‏ـــ أيده الله ـــ إذ شرفني بتولي سنام هذه الوزارة الهامة، استشعرت قيمة هذه ‏الثقة وعظم المسؤولية، وأنا أدرك تماماً أن ما يصبو إليه ـــ يحفظه الله ـــ هو أن ‏تتوافر للمواطن السعودي، كل الأسباب التي تجعله مميزاً تنشئةً وعلماً، بما يمكنه ‏أن يحتل الصدارة في كل مشهد.‏
كما استحضرت تطلعات المواطنين والمواطنات، وطموحهم في أن يجد ‏أبناؤهم وبناتهم تعليماً راقياً، يجعلهم ملتزمين بصحيح دينهم، وقيم مجتمعهم، ‏أوفياء لوطنهم، مسلحين بأسباب المعرفة، وبالمهارات والخبرات التي تؤهلهم ‏للنجاح في كل مناشط الحياة.‏
الأخوة والأخوات:‏
ومن المعلوم أن لهذه الوزارة وظيفتين: الأولى هي التربية بمفهومها ‏الشامل، حيث تُعنى بتهذيب السلوك، وغرس القيم الإيجابية وحراستها، وحماية ‏العقل وتمكينه من الأداء الرشيد، أما وظيفتها الثانية، فهي عنايتها بالتحصيل ‏العلمي وتطبيقاته، بالأساليب والآليات العصرية، ولذا فإن هذه المهمة المزدوجة ‏جسيمة، والرسالة عظيمة، لا يقوم بها ـــ على النحو المنشود ـــ إلا الأمناء ‏الأشداء، الذين يبذلون جهدهم ووقتهم في سبيلها، ابتغاء وجه الله أولاً، وثانياً ‏بدافع الروح الوطنية، التي تواكب سقف طموح القيادة، لرفعة الوطن والمواطن.‏
ومن هذا المنطلق، فليس مقبولاً أبداً ـــ بعد اليوم ـــ ما قد يصدر من بعض ‏أبنائنا الطلبة والطالبات، من سلوك غير سوي، يتجاوز مبادئ الدين أو قيم ‏المجتمع، ولا بد من مواجهة هذا السلوك ـــ إذا ما وقع ـــ بصرامة تضمن عدم ‏تكراره، كما لن يقبل أبداً، أن يتقاعس المسؤول في أي من مرافق الوزارة، عن ‏ممارسة دوره، أو يقصر في أداء رسالته.  ويجب أن يتعاهد ويعاهد مدير ‏المدرسة، وفريق إدارتها ومعلموها، على أنه لا مكان بعد اليوم في مجتمعنا ‏التربوي، لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزقٍ سهل، لا ‏يحول بينه وبين نيل راتبه منها، سوى بضع ساعات دوام يمضيها كيفما اتفق!!.‏
 أيها المعلمون والمعلمات.. والمديرون والمديرات..‏
وإنكم ـــ بعون الله ـــ مناط الأمل، في تحقيق طموحات قيادتكم، ورفعة ‏وطنكم، وتطلعات مواطنيكم، وما عدا ذلك من جهود وأموالٍ ومنشآتٍ وأنظمةٍ ‏وتنظيمات، ما هي إلا أدوات تساعدكم في أداء مهمتكم الجليلة على الوجه الأكمل.‏
وانطلاقاً من هذه الأهمية، تؤكد الوزارة على أن التقدير ـــ المادي والمعنوي ـــ ‏حق لكل من يلتزم بالأداء الإيجابي، وفي المقابل لا بد من محاسبة المقصر ‏والمفرط في أداء واجباته، حتى يفضي هذا الأسلوب إلى مدرسةٍ تبلغ الأمل، ‏وتحقق الهدف.‏
الأخوات والإخوة..
بهذا الدعم السخي للمكرمة الملكية، انطلق ـــ بحمد الله ـــ مشروع الملك ‏عبدالله لتطوير التعليم، من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التطبيق، ما يعني أن ‏أمامنا ـــ نحن المسؤولين عن تنفيذ المشروع ـــ خمس سنواتٍ من التحدي، ‏ويحدوني عظيم الأمل بأننا سنبذل قصارى جهدنا، حتى يبلغ هذا المشروع ‏غاياته، فيوفر لطلابنا وطالباتنا فرص تعليم جاذبة ومميزة، حيث تتاح للمعلمين ‏والمعلمات والمشرفين والمشرفات الفرص التدريبية المتنوعة، التي تجعلهم أكثر ‏قدرة على أداء وظيفتهم بأعلى المستويات، ويتم تأسيس بيئات مدرسية ذات ‏معايير مميزة، تؤهل جميع من يعمل فيها لأداء مهامهم على النحو المأمول.‏
ولا بد أن تواكب هذه النهضة المنشودة للمدارس الحكومية، نهضة مماثلة في ‏مدارس التعليم الأهلي والأجنبي، الذي بذلت له الدولة ـــ ولا تزال ـــ أسباب ‏الدعم، ليقدم تعليماً يتصف بالكفاءة النوعية، ولا شك أن بعض هذا القطاع قد ‏حقق بعض المراد منه، وما زال يسعى للمزيد، أما بعضه الآخر فيحتاج لمراجعة ‏عاجلةٍ ودقيقة، ليتجاوز حالة الهشاشة التي يعيشها.‏
وتؤكد الوزارة أنه لم يعد هناك مجال للتهاون مع هذا الفصيل، الذي لا يلتزم ‏بمعايير العمل التربوي الكفؤ، وأصبح عليه إما أن يقدم تعليماً نموذجياً ‏بمخرجاته، أو الرحيل من سوق الاستثمار في هذا المجال.‏
الإخوة والأخوات..‏
ويجب التأكيد على أن العملية النقدية، لأداء الأفراد والمؤسسات عموماً، ‏ينبغي أن تتجاوز خطأ الاقتصار على (الانتقاد) فحسب، إلى مشروعية (النقد) ‏الموضوعي الإيجابي، الذي يسلط الضوء على الإيجابيات ويشجعها، ويقدم الرأي ‏الأمثل (المدروس)، للتخلص من السلبيات وتجاوزها.‏
وما أحوجنا في المجتمع التربوي، لهذا النوع الأخير من النقد، الذي يمنحنا ‏فرصاً لتطوير أدائنا الفردي والجماعي، وفي هذا الصدد فإنني أرحب بكل الآراء ‏‏(النقدية) الموضوعية، التي تسعى لجعل العمل التربوي والتعليمي أنموذجاً، في ‏كفاءة الأداء وتحقيق الأهداف، وأدعوكم جميعاً للأخذ بالمبدأ ذاته، مع كل من ‏‏(ينقد) بغية الإصلاح والتطوير، ثم عدم المبالاة بالآخر، الذي (ينتقد) من أجل ‏الشهرة الكاذبة فحسب.‏
كما أود أن أشير إلى حتمية تفعيل دور الأسرة مع المدرسة، بإحياء الدور ‏الإيجابي لمجالس الآباء، في المهمتين التربوية والتعليمية، التي لا يقوم نجاحهما ‏إلا على ساقي البيت والمدرسة معاً.‏
وختاماً... فإن الحديث في مجال التربية والتعليم ذو شجون، فهو حديث أهل ‏المهنة، وأصحاب الرسالة، والإعلام، والأسرة، بل حديث الوطن بأكمله، لذا فلن ‏أزيد على ما أسلفت، ولنهرع ـــ جميعاً ـــ إلى ميدان العطاء للوطن، والوفاء ‏للقيادة، سائلين المولى ـــ عز وجل ـــ أن يمنحنا القدرة والصبر، على تحقيق ‏الغاية النبيلة لهذه الوزارة، ومهمتها الجليلة في صياغة الشخصية السعودية.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،​
 
 
 
ويتوجه (5,553,558) طالبًا وطالبة إلى مقاعد الدراسة في مختلف مراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية يوم الأحد المقبل، ‏منهم (2,718,762) طالبًا، و (2,834,796) طالبة، وذلك وفق ما أعلن وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير الدكتور ‏راشد بن غياض الغياض.‏
وقال الدكتور الغياض في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن الطلاب وزعوا على مرحلة رياض الأطفال بواقع (182,556) طالبًا ‏وطالبة، و (2,570,334) طالبًا وطالبة في المرحلة الابتدائية، و (1,230,577) طالباً وطالبة في المرحلة المتوسطة، ‏و(1,214,084) طالبًا وطالبة في المرحلة الثانوية، و(24,751) طالبًا وطالبة في التربية الخاصة، إضافة إلى (51,903) طلاب ‏وطالبات في برنامج تعليم الكبار.‏
وأفاد أن (525,615) معلمًا ومعلمة، سيكونون في استقبال الطلبة والطالبات في عامهم الدراسي الجديد منهم (245842) معلما، و( ‏‏300750) معلمة، موزعين على (18,710) مدارس للبنات و (16,039) مدرسة للبنين، إضافة إلى ما تم الإعلان عنه مؤخراً من ‏تعيين(2241) معلماً و (3568) معلمة من الجامعيين والجامعيات، يجري الآن إنهاء مسوغات تعيينهم.‏
ولفت النظر إلى أن وزارة التربية والتعليم أنهت استعداداتها المعتادة لاستقبال العام الدراسي الجديد، لضمان سير العملية التربوية ‏بشكل منتظم يؤدي بإذن الله تعالى إلى نجاح العملية التربوية، بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية ‏والتعليم، ومتابعة وتنفيذ من قبل مسؤولي الوزارة ومديري التربية والتعليم في المملكة.‏
وبين أن هناك لجنة مركزية في الوزارة ممثلها فيها جميع قطاعات الوزارة تعمل على متابعة عمل الوزارة والربط بين اللجان العاملة ‏للاستعداد للعام الدراسي، وهي مربوطة بمختلف إدارات التعليم في المملكة، تعمل من الأسبوع الثالث من بداية كل عام دراسي ‏للاستعداد للعام الذي يليه.‏
 
​​

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى