0
أصايل الشهراني وواس - بيشة


يدشن أمير منطقة عسيرالأمير فيصل بن خالد  اليوم الأربعاء  عددا من المشروعات التنموية في محافظة بيشة، تقدر تكلفتها الإجمالية بأكثر من مليارين وخمسمائة مليون ريال، وذلك ضمن جولات سموه التفقدية على محافظات ومراكز المنطقة.
ورحب محافظ بيشة محمد بن سعيد بن سبرة باسمه ونيابة عن أهالي المحافظة، بسمو أمير منطقة عسير، مؤكدا أن زيارة سموه للمحافظة هي امتداد لاهتمامه ومتابعته المستمرة لكل ما يهم المواطن في هذه المنطقة ومحافظاتها، وتفقد سير المشروعات الخدمية في المنطقة.
وأوضح أن المشروعات التنموية التي سيفتتحها ويؤسس لها سموه ستضاف إلى ما سبقها من مشروعات تنموية حظيت بها المحافظة في العهد الزاهر، شملت التعليمية والخدمية والصحية والاجتماعية والطرق والمياه وغيرها، مفيداً أن محافظة بيشة تحظى باهتمام بالغ من لدن سمو أمير منطقة عسير كغيرها من محافظات المنطقة، وتستبشر الخير بزيارته، فهو المتابع والموجه والداعم للقطاعات الحكومية في المنطقة كافة، مشيراً إلى أن المحافظة تزدهر تنموياً بتكامل الخدمات وتنوعها بما تحظى به من دعم ومتابعة من القيادة الحكيمة وفق توجيهات القيادة الرشيدة .
وكشف ابن سبره, أن سمو أمير منطقة عسير سيطلع خلال الجولة على الخطة الإستراتيجية الأولى لجامعة بيشة، ويدشن عدد من مشروعاتها بقيمة تبلغ أكثر من 353 مليون ريال تشمل 5 مشاريع للمجمع الأكاديمي، و5 أخرى في المدينة الجامعية ببيشة، و3 مشاريع في فروع الجامعة بالمحافظات، إلى جانب تدشين 7 مشروعات تعليمية في قطاع التعليم العام بتكلفة بلغت أكثر من 78 مليون ريال، فيما يدشن سموه مشروعات بلدية تم تنفيذها، ويضع حجر الأساس لمشروعات أخرى مستقبلية في بلديات بيشة والحازمي وصمخ والنقيع والثنية وتبالة بقيمة تتجاوز 575 مليون ريال، شملت إنشاء مبان للبلديات وحدائق وأسواق متنوعة ومسالخ ومباني للخدمات، ومشاتل زراعية، وملاعب متعددة، وسفلتة وإنارة الطرق، إلى جانب تحسين وتجميل المداخل والحدائق العامة، ومشاريع لدرء أخطار السيول.
وأضاف : أن سمو الأمير فيصل بن خالد سيدشن خلال الجولة التفقدية محطة تنقية المياه على سد تباله بتكلفة بلغت 118 مليون ريال ، فيما يضع حجر الأساس لمشروعات جديدة لإنشاء سدود في تباله وهرجاب والقوباء ومسكة، واستكمال مبنى فرع المياه بالمحافظة والمختبر ومحطة أشياب شرق بيشة بتكلفة تبلغ 185 مليون ريال، مشيراً إلى أن مشروعات الطرق والنقل تحظى باهتمام القيادة الرشيدة كغيرها من المشروعات الخدمية، حيث يدشن سمو أمير منطقة عسير عدد من مشروعات الطرق والنقل بقيمة تتجاوز 205 ملايين ريال تشمل إنشاء مبنى لفرع إدارة الطرق والنقل بمحافظة بيشة وتنفيذ ازدواجية وربط عدد من الطرق الحيوية الرابطة بين بيشة ومحافظات خميس مشيط، ورنية، والجعبة، وعدد من المراكز الأخرى، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من التقاطعات الرئيسية وإنشاء الجسور والعبارات على عدد من الأدوية الرئيسية والفرعية.
كما سيتم تدشين أكثر من 10 مشاريع صحية في محافظة بيشة تبلغ قيمتها الإجمالي أكثر من 33 مليون ريال، إلى جانب تدشين مشروعات لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمحافظة بقيمة تقدر بـ 11 مليون ريال، ممثلة في لجنتي التنمية الاجتماعية الأهلية بالحرف ولجنة التنمية في العمائد بشمال بيشة، وكذلك توقيع عقود صيانة ونظافة لأكثر من 75 جامعاً ومسجداً تتبع إدارة الدعوة والإرشاد بالمحافظة لمدة 3 سنوات بتكلفة تقدر بـ 6 ملايين ريال، ويدشن سموه المباني الإدارية لإدارة السجون في محافظة بيشة .
وأشار محافظ بيشة, إلى أن سمو الأمير فيصل بن خالد سيدشن ويؤسس عدد من المشروعات الكهربائية التي تقدر تكلفتها بأكثر من 715 مليون ريال، وتشمل استكمال تنفيذ عدد من المشروعات لمحطات الربط وتوسعة محطة شمال بيشة، وتعزيز وتحسين شبكات التوزيع، وإيصال الكهرباء لمشتركين جدد، ومشروع نظم المعلومات الجغرافية GIS ، وإنشاء خط مزدوج الدائرة 380 ك.ف إلى محطة الشقيق، مبيناً أن سموه سيضع حجر الأساس لإنشاء مستشفى خاص بسعة 158 سريراً في محافظة بيشة بتكلفة تتجاوز 224 مليون ريال، كما يلتقي سموه خلال الزيارة، مشايخ المحافظة، ويعقد اجتماعاً مع مديري الإدارات الحكومية وأعضاء المجلس المحلي، يناقش خلاله أبرز الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال.

 

وتقع محافظة بيشة في الجزء الشمالي من منطقة عسير، تحدها محافظة رنية شمالاً، وخميس مشيط والنماص من الجنوب والجنوب الغربي، والباحة وبلقرن غرباً ومحافظة تثليث من الشرق، وتبعد عن العاصمة الرياض (950كم) وعن أبها (250كم).
وتمتاز بيشة بموقع استراتيجي جعل منها محطة للقوافل المسافرة من وإلى نجد وعسير واليمن والحجاز، يتزودون منها بحاجاتهم الضرورية، كما مر منها أبرهة الحبشي بجيشه الكبير، وتحارب مع سكانها وهو في طريقه إلى مكة.
وتعرف جغرافية بيشة بأنها امتداد الحوض الأدنى لوادي بيشة بواحاته الغنية بالمياه على امتداد يقدر بأكثر من 150كم من الجنوب إلى نهاية حدود مركز الجنينة في الشمال، حيث تختفي بعد ذلك القرى الزراعية لوجود الرمال غير القادرة على حفظ المياه المنحدرة من الأودية التي تشتهر بها بيشة وهي أودية كبيرة ذات فروع متعددة وأهمها وادي بيشة ووادي تبالة ووادي ترج ووادي هرجاب.

تاريخ بيشة
لعل من المناسب أن نتطرق إلى موقف تاريخي مهم ورد في كتاب العقد الفريد لابن الإدريسي (ج1) ص 256، في عام الوفود، وذلك عندما قدم جرير بن عبدالله البجلي على الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله عن منزله ببيشة فقال جرير: سهل ودكداك، وسلم وأراك، وحمض وعلاك، ونخلة ونخلة، ماؤها ينبوع، وجنابها مريع، وشتاؤها ربيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير الماء الشب، وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك، والسلم إذا أخلف كان لجينا، وإذا أسقط كان ردينا، وإذا اكل كان لبينا، وفي كلامه عليه السلام: إن الله خلق الأرض السفلى من الزبد الجفاء، والماء والكباء.
ونظرا لضخامة وادي بيشة وأهميته التاريخية فقد تردد اسمه كثيرا في بعض النصوص الأدبية العربية، فقد قال شاعر قريش:
وجاءت من أباطحها قريش
كسيل أتى بيشة حين سالا
وقال حسان بن ثابت:
كأنهم في الوغى والموت مكتنع
أسدٌ ببيشة في أرساغها فدع
الأسواق التجارية
وبحكم موقع بيشة الجغرافي الذي جعلها في نقطة الوسط بين نجد والحجاز وعسير فقد كانت ولا تزال ذات أهمية تجارية، حيث كانت تقام فيها قديما الأسواق الشعبية التي كانت لها حركة دائبة ونشاط تجاري قوي يتبادل فيها أهالي نجد والحجاز وعسير السلع والمنتجات ومن تلك الأسواق سوق الربوع: ويقام في (الروشن) من بعد صلاة العصر من كل أربعاء وحتى المغرب، وسوق الخميس ويقام في (نمران) من الصباح الباكر من كل يوم خميس وحتى المغرب من اليوم نفسه وسوق مركز صمخ ويقام يوم الاثنين من كل أسبوع.
وقد تحدث المؤرخون العرب والأجانب عن أسواق بيشة القديمة ونشاطها التجاري ومما قاله (ابن بليهد) في صحيح الأخبار قوله عن بيشة: (وقراها كثيرة، وبها سوق عظيم يجتمعون فيها آخر يوم الأربعاء في الروشن ويسمى سوق الربوع، ثم يبتدئون صباح يوم الخميس بسوق نمران ويسمى سوق الخميس ويستمرون إلى منتهى ذلك اليوم، وهذا الموضع باق إلى هذا العهد)، ومما قاله حمد الجاسر عن سوق نمران في كتابه (مع الشعراء): ويقام في بيشة سوق تجاري في كل أسبوع في يوم الخميس يجتمع فيه أهل تلك النواحي من بادية وحاضرة، وهو من أعظم أسواق الجزيرة العربية التجارية لتوسط بيشة بين الحجاز ونجد واليمن، ولوقوعها في ملتقى طرق جنوب الجزيرة وشرقها وشمالها وغربها.
ملامح حضارية
وبعد امتداد يد الحضارة والبناء إلى بيشة في العهد السعودي انتشرت الأسواق المركزية الحديثة في كل حي ومركز، كما أن الطرق الحديثة التي ربطت بيشة بنجد والحجاز وعسير ساهمت بشكل كبير في نمو وازدهار الحركة التجارية بالمنطقة، وأصبحت محافظة بيشة منذ زمن طويل محل اهتمام الباحثين والمهتمين بالتاريخ والآثار، وإمارة بيشة قبل أن تكون محافظة تعد أول إمارة في المنطقتين الجنوبية والغربية حيث تأسست عام 1336ه وكان الشيخ عبدالرحمن بن ثنيان هو أول أمير تولى إمارة بيشة بعد تأسيسها، كما تعد المحكمة الشرعية في بيشة أول محكمة في المنطقتين الجنوبية والغربية، حيث أمر الملك عبدالعزيز بتأسيسها عام 1336وكلف الشيخ مبارك بن باز أول قاض لها.




▼شاهد:
 

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى