0
الاهتمام بأمور الناس: 
كان الرسول صلى عليه وسلم يأتلف مع أصحابه ويمزج إحساسه الفاضل بإحساسهم،لينساب إلى نفوسهم،يكرم كريمهم، ويوزع محبته بينهم،ويعطي نفسه لكل واحد منهم،حتى يظن كل واحد منهم انه موضع الرعاية منه،وإذا رأى أمراً حسناً أعلن حسنه،وإن رأى قبيحاً نبه إليه في رفق الهادي الأمين الذي يؤلف ولا ينفر،ويقرب ولا يبعد،ولا يسكت عن باطل).وكان صلى الله عليه وسلم كالأب الحنون،والقريب الشفيق،والصديق الحميم تشغله همومه،وتملأ نفسه مشاعرهم،ويعودهم ويزورهم ويعينهم ويمنحهم من مودته وعطفه ووقته الشيء الكثير).وإن اهتمام الأب بأمور أبنائه وقضاياهم قد لا يجد المرء في غرابه،إذ الدافع لذلك حنان الأبوة ومحبة الأبناء،ومع ذلك فالأب الذي يحنو على أبنائه ويهتم بأحوالهم وقضاياهم،أقرب إلى قلوب الأبناء من الذي لا يهتم بهم ولا يحنو عليهم،وأنه حري إذا قال أن يسمع لقوله وإذا أمر أن يمتثل لأمره فكم يا ترى سيكون تأثير الرجل الغريب الذي لا تربطه مصلحة ولا منفعة،ولا غير ذلك،كم سيكون تأثير اهتمامه بغيره ومواساته لهم؟ويرى محمد قطب:إن المربي الناجح يجب أن يكون لديه المقدرة على الاهتمام بالآخرين،بأن يعطيهم مما عنده من الخير،والشخص الطيب في ذاته،الذي لا يهتم بإعطاء الآخرين،مع مقدرته على العطاء لا يصلح للتربية،لأن الاهتمام بالآخرين عنصر ضروري للتربية،من الجانبين،جانب المربي وجانب المتلقي،أما المربي فإن فقد الاهتمام بالآخرين فلن يتجه أصلاً إلى التربية فضلاً عن كونه لا يصلح لها، ولو أحترفها احترافاً ،أما المتلقي فلا يمكن أن ينشرح صدره للتلقي من شخص يحس في أعماقه أنه لا يهتم به.فالاهتمام والرعاية عنصر ضروري من عناصر التربية لا بد أن تتوفر في المربى لكي ينجح في مهمته الخطيرة).
ولا بد للمربي أن يقرن اهتمامه بالمحبة،والمتلقي الذي يشعر أن مربيه يحبه ويعطف عليه،ولا شلك سيتجاوب معه ويسمع منه،أما الذي لا يشعر بمحبة مربيه وعطفه عليه، لا نستغرب ابتعاده عنه وعدم تجاوبه معه.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى