0
أعمال القلوب:





هو عبارة عن انصراف الرغبة في الشيء إلى ما هو خير منه شرط أن يكون المرغوب عنه مرغوباً فيه.
إنما هو احتقار الدنيا وإفراغ القلب منها،وقد سُئل الجنيد عن الزهد فقال:استصغار الدنيا ومحو أثارها من القلب.فالزهد من أعمال القلوب قبل  أن يكون من أعمال الجوارح.
والزهد ليس مطلوباً لذاته، إنما لما يترتب على وجوده من أمور تعد الميزان الصحيح للشخصية السوية، ذاك أن التكليف في الإسلام مبنى على الثواب والعقاب،فمن أخل بالزهد بقدر ولو بسيط،فإن ذلك يخل بآخرته على مقدار ذلك الخلل.وإن الحرص على أي أمر من الأمور المطلوب الزهد فيها يعد خللاً في المواصفات الشخصية الإسلامية السوية، ومن هناك تكمن أهمية الزهد، وضرورة اعتماده وسيلة هامة من وسائل التربية في المجتمع الإسلامي،ومن فوائده التربوية:
-إن الزهد يدفع باتجاه التضحية والجهاد،اللذين فيهما إعزاز للأمة وحفاظ على وحدتها وكرامتها،لأن غير الزاهد ربما يمنعه حبه للدنيا من التضحية،عند وجود ما يدعو إليها.
- إن الزهد ينقي النفس مما يعتريها من أمراض القلوب، كالحسد والغرور،والعجب والرياء،وحب الرئاسة وذياع الصيت،وحب المدح والتصدر،فالزهد حاجز بين المؤمن وهذه الأمراض،متى زال هذا الحاجز لم نأمن من تسربها إلى القلب فتفسده .
- في الزهد صفاء للروح والنفس،وارتقاء لها في سُلم الكمال الروحي،وفيه صلاح للقلب لخلوه من هم الدنيا وإقباله على هموم الآخرة وطلب النجاة،والانشغال بالعبادة وصالح الأعمال.          
- وفيه تهذيب للأخلاق وصلاح لها،لأن الزاهد رقيق المشاعر،بعيد عن اهتمامات عوام الناس وتوجهاتهم،وعن الانتصار لنفسه وأذية غيره.
- إن الداعية الزاهد أقدر على استحواذ مشاعر الناس وكسب ودهم ومحبتهم،وبالتالي يكون سماعهم له ولتوجيهه أكثر من سماعهم لغيره،جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)).

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى