إعداد/ ديمة الشريف
ان
البغداديون يستقبلون هذا الشهر المعظّم بكل ترحاب واحترام ، فقبل عشرة
أيام من طلوع هلاله تلبس أسواق بغداد حلة جديدة فتعرض في محالاتها اللوازم
الضرورية ما لذ وطاب من مشهيات طعام الإفطار والأمسيات ، وعلى رأس الأطعمة
أنواع التمور والألبان فضلاً عن الشوربة وما يدخل في المشويات والمقليات
وغيرها من المخللات والحلويات.
أما
عامة الناس في بغداد ومنهم غير المسلمين لا يجاهرون بالإفطار احتراماً
لشعور غيرهم ، والويل لأحدهم إذا تجاهر بالإفطار أمام الناس فيتعرض لغضب
الناس وعقوبة الدولة فيمسك على المتجاهر ويحبس ولا يخرج من الحبس إلا بعد
عيد الفطر.
رمضان شهر الطاعة والعبادة والغفران
كان
المسلمون يتخذون من هذا الشهر ميداناً للعبادة والاستزادة من ذكر الله
بالصلاة وقراءة القرآن وإطعام الطعام ويلتمسون فيه التقرب إلى الله اقتداءً
بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين ..
وقد
كانت المدن الإسلامية في رمضان ومنها بغداد المجد تتلألأ في أمسياتها
الأنوار الخاطفة للأبصار بالفوانيس والقناديل والشموع وتتنوّر فيها المساجد
وقصور السلاطين وكبار رجال الدولة ، وتزدحم الطرقات بالأطفال الذين يحملون
القناديل والشموع وتقام السرادقات فتتجاوب أصوات القراء الكبار الذين
يتلون القرآن بأعذب الألحان.
أما
قبل استهلال هلال رمضان فيرحب المؤذنون من فوق المآذن ويهللون بقدومه ،
وقبل ثلاثة أيام من غيابه يودعونه بالحزن والأسى لما وجده المسلمون في
أيامه من لذة روحية لا تضاهيها لذات الدنيا جميعاً ، ولا يشعر بهذه اللذة
غير الصائمين القائمين الملتزمين بآدابه وحرمته فقط ..
مجالس الوعظ في رمضان ..
وتنشط مجالس الوعظ في رمضان في بغداد.
وتكون
أوقات هذه المجالس بعد صلاة كل جمعة وبعضها بعد صلاة العصر أو بعد صلاة
التراويح، ففي الكرخ اشتهر بالوعظ الشيخ نجم الدين الواعظ في جامع الشيخ
صندل بعد صلاة التراويح ، أما في الرصافة فقد اشتهر الشيخ قاسم القيسي في
الحضرة الكيلانية والشيخ نعمان الاعظمي في جامع السراي والشيخ مصطفى
الشيخلي في جامع القبلانية والشيخ فؤاد الآلوسي في جامع مرجان والشيخ عبد
الوهاب النائب في جامع الفضل.
أحداث رمضانية يحتفل بها كل عام ..
1. نزول القرآن الكريم في ليلة القدر ، ورجّح ابن عباس أن تكون في ليلة السابع والعشرين منه.
2. غزوة بدر الكبرى وتكون في 17 رمضان.
3. فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
وكانت
مساجد بغداد الكبيرة تحتفل بهذه الذكريات .. واعتادت جمعية الآداب
الإسلامية منه تأسيسها يعد رئيسها الشيخ كمال الدين الطائي هذا الاحتفال في
قاعة الملك فيصل في الباب المعظم ، (قاعة الشعب حالياً) حيث يلقي الخطباء
والشعراء ما عندهم من تذكير بهذه المناسبات الكريمة وفي خلالها توزع
الحلويات وغيرها من الهدايا وتنقل من إذاعة بغداد على موجات الاثير..
صلاة التراويح
صلاة
التراويح سنة مؤكدة وصلاتها في جماعة أفضل ، وقد اعتاد المسلمون في بغداد
خاصة ، التسبيح ثلاث مرات بالباقيات الصالحات وهي (سبحان الله ، والحمد لله
، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم) وبين الوتر والترويحة الخامسة استراحة، واعتادوا أن يدعو أحدهم
بصوت جهوري هذا الدعاء ..
"اللهم
يا حنان ويا منان ويا ديان ويا قديم الفضل والإحسان يا الله .. اللهم إنا
نسألك الأمان .. الأمان ، من زوال الإيمان والعفو عما مضى منا وكان من
الزلل والخطأ والتقصير والعصيان" .
#شبكة_زوايا_الإخبارية ( الشعوب في #رمضان
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم