0
 المدينة المنورة / ديمة الشريف وواس:
 

رمضان في المدينة روحانية عطرة



 
لرمضان في ذاكرتي هو المدينة المنورة أكثر من أي مكان آخر.. حتى مكة المكرمة. وبالرغم من البعد الذي يكاد لا يلامس إلا أياما قلائل من رمضان، وبالرغم من انحسار الكثير من الجميل الذي كان بالمسجد النبوي وخارجه.. فما يزال القليل الذي تبقى يرفق بالنفس حينا وينوء بها إلى الأسى أحيانا.. وإذ أتى الزمان بنوه في شبيبته فسرَّهم، فإن أسفي كان أن كنت صبيا في آخر ما تبقى من الزمن الجميل.

"سيدي شاهن" كان الإعلان المبكر عن قرب رمضان، ومع أنه كان احتفاءً بليلة النصف من شعبان فإنه كان إيذانا ببدء الاستعدادات لرمضان.. كان لليلة الرؤية طعم خاص من شوق مشوب بالخوف، وكان الإعلان عن دخول رمضان يتم عبر إنارة اللمبة الحمراء في أعلى المئذنة الرئيسية وبطلقات المدافع التي تجاوبها أصوات التكبير والدعوات. وكان الإعلان عن الشهر يتأخر أحيانا بسبب وسائل الاتصال إلا أنني لا أذكر ما حصل في الجيل قبلي من أن الإعلان عن رمضان أو العيد جاء أحيانا بعد دخولهما. ورمضان في صغري كان في عز الشتاء، ومع أنه كان أهون مما لاقيته لاحقا في عز الصيف، فقد كانت للبرد شدته التي لاتُنسى. وكانت مائدة الإفطار بالقليل الذي عليها، وكثير منه مما يصل من التبادل مع الجيران أبقى جمالا في ذاكرتي من وجبة السحور التي كان والدي يحرص أن تكون متأخرة اتباعا للسنة، وهو ما كان يعني استيقاظا وخروجا من الدفء للسعات البرد. عدا أن الوجبة كانت أقل ترفا من وجبة الإفطار وكثير منها من بواقيه
الحرم.. كان نقطة تجمُّع الأنشطة والقلوب. وقبيل المغرب كان شارع العينية وشارع عبد العزيز ومنطقة باب المجيدي وحتى حارة الأغوات تعج بالباعة والمتسوقين..وكانت "فطورك يا صايم" هي الأهزوجة التي تعبث بالصبر.. وحين الإفطار كانت الفرحة الأولى مع كثير من أصوات الاستعجال والأسف على نزول بعض الأطباق.. وبعد الإفطار والصلاة كان المسير إلى الحرم مشدودا إلى الآذان ينبع من المآذن الأربع وبأصوات تصل الأرض بالسماء. وكان الشيخ عبد العزيز بن صالح يصلي العشاء وبعده كامل التراويح ولم يتوقف عن ذلك إلا بعد كبره. وأذكر أن التهجد كان يؤم مصليه الشيخ نفسه والشيخ عبد المجيد الجبرتي والشيخ الصاوي رحمهم الله، ثم انضم آخرون لم تستبق بعضهم ذاكرتي ولا ذاكرة المدينة. وكان لقدوم العشر الأواخر وجدانيات ووجدانيات وأذكر من أجملها المجموعات المختلفة التي كانت متفرقة لصلاة التهجد في أرجاء المسجد وكان معظمها لحفَّاظ القرآن الكريم. ولم يكن غريبا أن ترى أطفالا صغارا يؤمون شيوخا. وكانت للشيخ ابن صالح خطبة ليلة السابع والعشرين تنبيها لفضلها. وكان الشيخ يصلي الوتر إلا في العشر الأواخر حيث كان يصليه الشريف المغربي كما أذكر ثم خلفه الأستاذ محمد ثاني. وكان الجزء الشمالي من الحرم يتحول إلى شكل آخر بسبب الاعتكاف في العشر الأواخر



تعليم المدينة المنورة ينفذ برنامج " رمضان يعلمنا " للطلاب الأيتام



 وفي شأن متصل نفذت إدارة التوعية الإسلامية ممثلة في برنامج التوعية الإسلامية الموسمي الصيفي ( مسارات ) أمس ,مهرجان الإفطار الجماعي بعنوان: ( رمضان يعلمنا ) وذلك بمقر دار التربية الاجتماعية بالمدينة المنورة.
ويهدف المهرجان الذي شارك به أكثر من 200 منسوبي دار التربية الاجتماعية إلى دمج الطلاب الأيتام مع أقرانهم من أبناء المجتمع بما يحقق ترسيخ مفهوم العادات والتقاليد ويركز على الجانب العلمي في جو ترفيهي تربوي ممتع .
وقد تضمن البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة والأركان كمهرجان الإفطار الجماعي للأكلات الشعبية والألعاب الشعبية القديمة، بعد ذلك أديت صلاة العشاء والتراويح بمسجد المركز ،ثم  بدأ البرنامج الرياضي بنهائي بطولة الطائرة الرمضاني المقام بدار التربية الاجتماعية ، إضافة إلى البرنامج الفني ( المرسم الحر ) .
تلا ذلك انطلاق البرنامج الثقافي ( جلسةرمضانية ) وفقرة ( الحكواتي ) ، حيث شارك عدد من الطلاب الأيتام بالعديد من الفقرات المتنوعة كالنشيد وإلقاء القصائد الوطنية التي أظهروا من خلالها مواهب جميلة ومتعددةوفي نهاية الحفل تم تكريم الطلاب المشاركين في المهرجان بالشهادات والهدايا ، ثم تناول الحضور وجبة السحور مع طلاب دار التربية الاجتماعية في جو أسري ممتع وبهيج .
من جهته أشاد مدير إدارة التوعية الإسلامية عمر بن عيسى الطيران بالجهود المبذولة من منسوبي نادي التوعية الإسلامية الموسمي (مسارات ) لتنظيم هذا المهرجان , معبراً عن سعادته بتفاعل طلاب دار التربية الاجتماعية مع الأنشطة والفقرات التي قدمت لهم ، موضحا أن الأيتام شريحة مهمة في المجتمع ولهم حقوق يفترض من الجانب الشرعي والإنساني الاهتمام بها وتأديتها على  أكمل وجه.
وأبان منسق المهرجان والمشرف على مسار البرامج الاجتماعية والترفيهية في برامج التوعيةالإسلامية الصيفية  هاشم بن محمد الشريف ، أن برنامج التوعية الإسلامية الصيفي يعمل علىستة مسارات تستهدف المستفيدين من الشباب في أماكن وجودهم وهي  مسار التوعية والثقافة ومسار خدمة الزوار ومسار الدورات التدريبية ومسار المسابقات ومسار الترفيه والرياضة ومسار البرامج التطوعية، مؤكدا أهمية مثل هذه البرامج والتي تسهمفي تحقيق مفهوم التكافل الاجتماعي بما يخدم الأعمال الإنسانية ويحقق التنمية الاجتماعية وترسيخ مفهوم الاعتزاز بالعادات والتقاليد.


   #شبكة_زوايا_الإخبارية ( تقارير #رمضان)                                                                                             
    

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى