( القدوة ) ( التطبيع والتجانس الاجتماعي: ) يكتبها : د / أحمد صالح آل زارب

التطبيع والتجانس الاجتماعي:

للمدرسة أهمية كبيرة في أنها تحاول أن تعمل على توحيد أبناء المجتمع الواحد وتستطيع المدرسة أن تعمل ذلك عن طريق تدريس المقررات المختلفة،مثل الدين،واللغة،والأدب،والتاريخ والمواد الاجتماعية،لان لمدرسة بمناهجها المدروسة والمنقحة،تستطيع أن تبنى فكراً موحداً بين أبناء الأمة،قائماً على التفاهم، والتعاون والمحبة والتآلف الاجتماعي،

وهذا ما يساعد على تماسك الأمة بشكل عام وعلى وحدتها بشكل خاص.

إن هذه الأسس التي تبني عليها المدرسة مناهجها،يجب أن تعتمد على الإيمان الصحيح،الإيمان بحقائق سليمة مسايرة للفطرة والعقل الإنساني السليم،وعلى نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان وفي التعامل معه،وعلى القيم الإنسانية الفاضلة،وإزالة الفروق الاجتماعية والتمزقات والأخطار،التي ربما تعصف بالمجتمع من جهات عدة،والنظرة إلى الكون وغيره من الأمور.

وهكذا يتضح أن للمدرسة أهمية كبيرة في إقامة نظام تربوي فاعل ومؤثر ومتماسك يقوم على التضامن،والتعاون،

والتكامل،ويحاول أن يصهر أفراد المجتمع في بوتقة ثقافية واحدة، تؤدي إلى مزيد من التماسك الاجتماعي،الذي له دور كبير في تكوين رأي عام مستنير وموحد،تتجه فيه الجهود الفكرية نحو البناء والتجديد والتطوير،والمدرسة حتى تقوم بهذا الدور بشكل فاعل ومؤثر يجب أن تختار العناصر الثقافية التي تضمن التكامل في الاتجاهات والقيم بين الفرد والمجتمع.