0
طفل وطفله خلف سياج الإيواء نظرة أمل وأخرى نظرة حزن
غزة- -عبدالله ابو حشيش
في مشهد مؤثر قد يكون الاخطر بيئيا في قطاع غزة ، جراء تجمع حشد العائلات  النازحة داخل مراكز الايواء ،ما ينذر بكارثة بيئية خطيرة جراء العديد من العوامل التى تحيط بالنازحين سيما أن لا احد يهتم بهذا الامر على الاطلاق .

مشاكل نسائية تنذر بكارثة 

لا تتوقف الأزمة عند ازدحام المواطنين في مراكز الايواء على تعبئة مياه صالحة للشرب فحسب ، انما هناك الاخطر ، حيث تكتظ مراكز الايواء باللسيدات خاصة في وجود سيدات حديثات الولادة واللواتى يتعرضن  لفترة حيض قد تستغرق فترة طويلة ، ما يسبب في نقل جراثيم وفايروسات قد تسبب مشاكل صحية وبيئية دون ادراك الجميع بهذه المشكلة .

كما ان هناك السيدات حديثات الولادة ومرضعات والمعرضات لحمى النفاس وامراض كثيرة بسبب نقص المناعة لديهن.

 في حي النصر غرب مدينة غزة يوجد اكثر من 5 مراكز ايواء ، تتبع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين  ، فيما يسكن في تلك المراكز اكثر من 3500 شخص موزعين على عائلات عديدة  حينما اقترب مراسل "دنيا الوطن " من احد السيدات النازحات  حيث قالت : "عدم مراقبة ومتابعة الامور النسائية داخل مراكز الايواء يسبب أزمة كبيرة، حيث يجب على جميع المؤسسات ان تزور المراكز وتراقب عن كثب اوضاع النازحين خشية من حدوث اى مشاكل قد يكون الاحتلال متعمد في فرضها خلال الحرب علينا ".

وتشير المواطنة " ام ياسر " لـ" دنيا الوطن "  الى ان النساء يتوجهن لدورات المياه في ساعات الليل احيانا ، لقضاء حاجتهن ،وسط خوفهن من الطائرات وصوت القصف ، بالتالى تكون المرأة على عجالة في قضاء حاجتها ولا تدرك ان ما تقوم به هو محاولة لانتشار الفايروسات بالمكان ، بالوقت الذى يستخدم المرحاض كافة النازحين بمركز الايواء.

بالوقت ذاته اوضح احد المشرفين داخل مركز ايواء مدرسة الشاطئ " ب" ان النساء يتعرضن للكثير من الحالات ، اما حالات ولادة او حالات متعلقة بمشاكل نسائية .

وألفت المشرف " احمد القيشاوى " ان ادارة وكالة الغوث تخصص طواقمها الطبية بمراقبة مشاكل النساء ، لكن لم تتطرق لموضوع الكارثة التى قد تحل بتلك المراكز جراء عدم ادراك المواطنين ابعادها .

وأكد " القيشاوى " لـ دنيا الوطن " انه يقوم بوضع ادارة الاونروا بهذه الصورة ، حتى تكرس حرصها على متابعة الامر ، سيما الامر لا يحتمل تركه خشية من وقوع اصابات جرثومية داخل المواطنين .

الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب

يضطر النازحون في مراكز الايواء المكتظة بالسكان لانتظار تدفق المياه  الصحية والصالحة للشرب التى تأتى في ايام متقطعة في صنابير المدرسة  ،في حين يستخدم النازحون ادوات بعضهم البعض في محاولة لخدمة بعضهم ، بينما لايدركون ان هناك امراض قد تنتشر من خلال ذلك.

المواطن "أبو محمد مسلم" من منطقة الشعف ، اشار الى ان بنته الصغيرة اصيبت خلال فترة مكوثه بمركز الايواء في حي النصر بمغص وارتفاع درجة الحرارة ، فقام المسعفين التابعين لوكالة الغوث بإجراء اللازم لها دون معرفة ما سبب ذلك .

و تطرقت زوجة " ابو محمد مسلم" اثناء الحديث الى استخدام أكثر من شخص بين المواطنين النازحين داخل مراكز الايواء لعبوات مياه الشرب ،مشيرة إلى خطوة ذلك وما قد يسببه من انتشار للامراض بطريقة غير مباشرة.

واوضحت لـ"دنيا الوطن" الى ان بنتها التى اصيبت تبلغ من العمر 4 سنوات ، حيث اكتشفت من خلال الفضلات اثناء متابعتها لحالتها بأنها مصابة بفايروس ، ادى الى ارتفاع حرارتها بشكل ملحوظ .

وتعتبر مشكلة نقص مياه الشرب الآن  حتى داخل مراكز الايواء من أخطر تداعيات الحرب إلى جانب توقف محطات  كل التحلية التي تعمل بالكهرباء بسبب انقطاعها.

غزة تغرق بالكوارث

وفى نفس السياق حذرت البلديات بشكل عام ، من غرق أحياء سكنية كاملة بسبب توقف مضخات "الصرف الصحي" والاعتماد على مولدات كهربائية تعمل لمدة لا تتجاوز ستة ساعات يوميا فقط.

مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة  المهندس سعد الدين الأطبش  حذر من كوارث لا طاقة للبلدية بمواجهتها.

ويقول الاطبش لـ" دنيا الوطن ":  أن المشكلة الأكبر من نقص مياه الشرب ومياه الاستخدام  تلك التي قد تغرق مناطق مأهولة بالسكان بمياه الصرف الصحي ويضطر السكان مغادرة المنطقة التي ينزح فيها الآلاف من المواطنين .إذا لم تمد البلدية بكميات من الوقود لكي تسيطر على هذه المعضلة .

وكانت سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه  البلديات أعلنت  ان قطاع غزة منطقة منكوبة مائياً وبيئياً بسبب عجزها  عن تقديم خدمات المياه والصرف الصحي لسكان القطاع البالغ عددهم ما يزيد عن 1.8 مليون نسمة ،وتطالبان المجتمع الدولي  و الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسات حقوق الإنسان، بالتحرك الفوري والعاجل لمواجهة الأزمة الخطيرة مع استمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة علي القطاع منذ ما يزيد عن 29 يوما.

هذا واصبح وصول المياه  إلى مراكز الايواء شحيح للغاية لأسباب تتعلق بالكهرباء والخوف من الاستهداف ، اما في  بيوت غزة بات أشبه بالمستحيل منذ قطع الكهرباء كليا .








إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى