الصرع يصاحب
المريض في كل أشهر السنة من دون استثناء، حتى في شهر رمضان. فهو من
الأمراض المزمنة، التي تستمر مع المرء لفترة معينة من حياته، وقد يشفى
منها، وهذا يعتمد على مدى المتابعة والعلاج.
ولشهر
رمضان طقوس وعادات، كما هو للصرع طقوس والتزامات، لذلك على الانسان
التوفيق بين الاثنين حتى ينعم بالراحة والاستمتاع بالصيام من دون إثارة
نوبات الصرع المتكررة.
وقد
يتعرض مريض الصرع في رمضان الى ضغوط نفسية وتوترات عصبية وارهاق جسدي أو
فكري لقلة ساعات النوم. وعليه فإن الطبيب هو الذي يحدد لمرضى الصرع امكانية
صيام رمضان، بعد فحص قدرته على الصيام، وموازنة ذلك بالأضرار التي قد يصاب
بها نتيجة عدم الانتظام بتناول الدواء. وانخفاض السكر في الدم يؤدي إلى
تشنجات، لذلك فإن الصيام بحد ذاته يؤثر في المرضى، ولكن تعاطي العلاج يكون
له أثر ايجابي على المريض. والصيام عموماً يشعر الانسان بالسكينة
والطمأنينة ما يؤدي الى تهدئة العصبونات الدماغية العامة، ومنها البؤرة
الصرعية. والمتوقع لمريض الصرع أن يؤثر الصيام فيه تأثيراً ايجابياً، على
الرغم من ندرة القرائن العلمية، إلا أن هناك علاجاً للصرع يتمثل في الحمية
الغذائية، ما يدعم هذا التوجه.
ومعروف
أن مدة الصيام في الصيف تمتد ساعات طويلة، ما تؤدي إلى تحسن كبير في
فعالية نوبات الصرع. ففي الصيام يمتنع المؤمن عن تناول الطعام والشراب
لأكثر من عشر ساعات، ما يسمح لتكوّن الأجسام الكيتونية التي لها دور فعال
في السيطرة على النوبات والتحكم في الصرع.
وبمقارنة
بسيطة ببرنامج الحمية الغذائية، يتضح أن فيه تقليل نسبة النشويات بشكل
كبير والاعتماد على الدهون وبعض البروتينات، وانه يتم حساب الحمية بدقة،
شرط تعاون الأسرة بشكل كبير لخفض نوبات الصرع في الالتزام بالنظام الغذائي،
ونجد أن مريض الصرع أثناء الصيام يتبع النظام، إلا أنه عند الافطار يجب
عليه التقليل من السكريات وتخفيف البروتينات حتى يحصل على الفائدة المرجوة.
استخدام أدوية الصرع
وعن
كيفية تناول الأدوية من قبل مرضى الصرع في شهر رمضان، لخص د. مشاعل عمر
الخطيب المختص بالعلوم العصبية، هذا الأمر بالنقاط والاحتياطات التالية:
لا مانع من أن يصوم المريض ما لم تحدث له نوبة صرعية أو مضاعفات.
تتفاوت جرعات أدوية الصرع من مريض لآخر، فبالنسبة لمن يأخذ جرعة واحدة في اليوم فلا مانع من أن يصوم على أن يقوم بتناول جرعة العلاج مرة واحدة بعد وجبة الإفطار.
في حالة أن كانت حالته تحتاج إلى أن يتناول العلاج مرتين في اليوم فإن على المريض أن يتناول الجرعة الأولى بعد وجبة الفطور والجرعة الثانية بعد وجبة السحور.
إذا كانت حالة المريض تستدعي ثلاث جرعات في اليوم فعليه أن يستشير الطبيب إذا استطاع أن يقسم العلاج على فترتين متساويتين ما بين الفطور والسحور، فليفعل بموافقة الطبيب وإذا كانت هناك صعوبة فعليه أن يفطر.
من
الأفضل أن يكون عدد الساعات بين الجرعتين متساوية، وذلك بالتشاور مع
الطبيب، فإذا كان المطلوب أن يفصل الجرعتين 10 ساعات أو 12 ساعة حسب رأي
الطبيب ووجهة نظره.
المحافظة
على مواعيد الأدوية وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم والإبتعاد عن
الإنفعالات النفسية والإرهاق لتسهيل عملية الصيام وتقليل النوبات الصرعية.
عدم الزيادة أو التقليل في جرعات الأدوية، إلا بموافقة الطبيب واشرافه.
في حالة تكرار النوبات عليه مراجعة طبيبه المختص فورا.
الإلتزام بنظام غذائي متوازن للمحافظة على صحة وسلامة الجسم.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم