0
المغلوب يقلد غالبه:
لكل مرحلة من العمر استعدادات وطاقات محدودة لذلك لم يأمر الإسلام الأطفال بالصلاة قبل سبع سنين ،ولا يمنع ذلك من ترك الطفل يقلد أبويه بحركات الصلاة قبل أن يبلغ سبع سنين ، ولكن لا يؤمر بكل أذكرها.وعلى العموم يجب أن نحسب حساباً لاستعداد الطفل وطاقاته عندما نطلب منه تقليد أحد أو الاقتداء به.ومن الظروف التي تهب الناس عموماً استعداداً للتقليد،الأزمات والآلام الاجتماعية والكوارث،هنالك يخرج المجتمع مهيض الجناح،فيفتقد القائد القدوة ليجد فيه أباً عطوفاً وبطلاً منقذاً يحاكيه الناس في كل سلوك من حياته النفسية والاجتماعية،وفي أرائه وأفكاره ومن تلك الأسباب:الشعور بالضعف أما القوة،فالمغلوب يقلد غالبه بعد أن يستكين ويخضع لحكمه،والمرؤوس يقلد رئيسه والطفل يقلد أباه،وقد نبه ابن خلدون على هذا المبدأ في مقدمته،وذكر أدله ووقائع تاريخيه على ذلك،بيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من مغبة هذا التقليد إذا كان بغير هدف،وكأنه انكشفت له حجب الغيب فتوقع الضعف الذي سينزل بهذه الأمة فقال:"لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى