سأل قيصر ملك الروم أبا سفيان عن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الوفاء
بالعهد وعدم الغدر). وقد جاء الإسلام يؤكد هذا الجانب في كتاب الله العزيز
وسنة نبيه الكريم، وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا
يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ
اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة).
والوفاء
لا يقتصر على الالتزام بالعقود،بل يتعداه إلى رد الجميل والاعتراف به،وشكر
صنائع المعروف للناس،قال صلى الله عليه وسلم،"من لم يشكر الناس لم يشكر
الله)".
ولقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة المثلى في الوفاء ورد الجميل،مما
كان له أبلغ الأثر في نفوس المسلمين وغيرهم، وكان الوفاء عنده بمثابة
الأمان الذي يستظلون بظله.
ونورد
هنا بعض الأمثلة على وفائه صلى الله عليه وسلم ليتأسى به من أراد أن يجعل
من نفسه داعية إلى الإسلام ومربياً وفق منهج النبي صلى الله عليه
وسلم،موجهاً إلى الخير والسلام .
وفاؤه لمن أسدى له معروفاً:
-
إن الوفاء لصاحب الفضل بعد موته هو أبلغ في رد جميله وشكره على حسن
صنيعه،وهكذا كان وفاؤه صلوات الله تعالى وسلامه لزوجه خديجه رضي الله
عنها،التي وقفت إلى جانبه وواسته بمالها ونفسها،فلم ينسى ذلك الود، فكان
إذا أتته هدية،قال:(اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة
لخديجة،وإنها كانت تحب خديجة).
- خدمته لوفد النجاشي حين قدومه المدينة،فقال له أصحابه،نكفيك خدمتهم،فقال:(إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وإني أحب أن أكافئهم ) .
-
أمره الصحابة يوم بدر بعدم التعرض لأبي البختري بن هشام،ذلك لأن أبا
البختري كان من أكف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن سعى في نقض
الصحيفة فلم ينس له ذلك فأراد أن يكافئه على تلك المواقف).
وفاؤه بالعقود والعهود:
من
المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة أبرم مع قسم من
المشركين معاهدات وتحالفات كثيرة، وقد وفى للمشركين بهذا المعاهدات
والتحالفات،ولم يعرف عنه انه أخل بواحدة منها ، بل ولا بفقرة واحدة لمعاهدة
واحدة،مما كان له أبلغ الأثر في نفوس الأعداء وأكبر دليل على كمال خلقه
وصدق معاملته.